ظل بنظرته البريئة يَلِفُ حولى كالفراشة التى تلف حول الضوء .. وظللتُ انظر إلى البحر فى سكون فيقترب وأنا كالحجر التى لا روح فيها .. وظل هو يتكلم.. مااسمك .. من أنتِ.. من تنتظرين.. أهناك ما يشغلك .. هل أنت بالثانوية .. هل أنت بالجامعة.. ويذهب ويجئ وما زلت أنا كالحجر التى أجلس عليها.. أنظر إلى الماء الغاضب والامواج العالية أتعجب حالى !! يبدو الفتى بريئاً .. جلست فى حيرة لا أعلم ماذا أفعل هل أكلمه .. هل أُعنفه .. هل أتجاهله.. وجاءت النجدة .. تليفون من أبى فسأذهب إليه ثم أعود ثانيةً ولكن عند عودتى هذه المرة ذهبت بعيداً كى لا يرانى هذا الفتى.. نزلت إلى حضن البحر وحدى .. أجلس وأكتب .. فإذا به يجئ ورائى وينظر إلىّ ببراءة لماذا لا تردى علىّ.. لم أتمالك نفسى من الإبتسام.. ثم نظرت إليه بحنية وشفقة.. فهو طفل برئ يحاول أن يدخل عالم الصبا عن طريق قصة بريئة يثبت بها أنه رجل !! فمنعنى قلبى من جرحه .. ولكن ابتسمت إليه وقلت يا هذا ما أسمك؟ فابتسم إبتسامة نصر و كأنه نجح أخيراً فى إختراق حصون صمتى المميت لمدة ساعتين!! وقال لى ما اسمك أنت.. فقلت له اسمى.... وعلى فكرة ده اسمى بجد .. هو: اسمى.... أنا: عندك كام سنة؟ هو: شكلك كدة مخلصة ؟ أنا ابتسمت: بس قول هو "يتكلم من برج عال" : أنا فى تالتة طب.. أنا "أكتم ضحكة صعبان علىّ هذا الفتى": أنا بأة عندى 29 سنة هو فى ذهول وعدم تصديق حتى أن وجه وأذنيه أصبحا فى لون التفاحة وكأنه أخذ صدمة عمره: لا انت بتهزرى.. أنا: ليه بس بهزر.. أنا بتكلم بجد.. على فكرة انت فى عُمر أخويا الصغير وباين عليك ولد محترم وابن ناس.. شكلك كدة مش زى الناس ديه .. وشاورتُ على مجموعة من الطلبة المتسكعين الذين يلهثون حول "بنت حلوة يعاكسوها" وعشان كدة انا مكلمتكش بأسلوب مش ظريف.. عشان أنا شُوفت فيك أخويا الصغير.. فأعتذر الفتى بكل أدب وقال لى أعتقد أنه يجب أن أمشى الآن .. أنا آسف تانى!! فنظرتُ إليه نظرة الأخت الكبيرة بإمائة بسيطة.. وغادر الفتى!! هل سأؤثر على هذا الفتى بأسلوبى فيختار طريقاً صحيحاً!! هل سأكون ذات تأثير إيجابى أم سلبى!!؟